-
ما موقف الأديان السماوية من تعاطي وإدمان المخدرات؟
فإن من أفضل ما من الله به على عباده. أن شرع لهم من الدين ما فيه الخير والصلاح لدنياهم وأخراهم، ومن رحمته سبحانه أن فرض عليهم من التكاليف ما يطيعونه ، وأحاطهم بالتيسير والسماحة مما يجعلها جميعاً في وسع العباد وطاقتهم ، بعيدة عن التشدد والحرج والمشقة.
وفي هذا الجو من اليسر والسماحة ورفع الحرج في التكاليف ، أحل الله لعباده الطيبات من الرزق، وحرم عليهم الخبائث ، وكل ما يفسد دينهم ويضر بصحتهم ويتلف أموالهم ، ويهدد علاقاتهم الإنسانية.
ومن الخبائث التي حرمها الدين صيانة للأفراد والجماعات (المخدرات)، فهي مضيعة للمال ، ومفسدة للصحة ، وهي من أقوى العوامل التي تهدد المجتمع وتخل بنظامه العام وتبدد المال وهو قوام الحياة.
وانتشر تعاطي المخدرات وخاصة الحشيش في المجتمع الإسلامي منذ فترة من الزمن بين فئة عريضة من المسلمين ويرجع هذا الانتشار إلى الاعتقاد السائد بأن الشريعة الإسلامية لا تحرم تعاطي المخدرات ، وهذا الاعتقاد مرده في الواقع إلى أن القرآن والسنة لا يتعرضا للمخدرات. وهذا أمر طبيعي ، فالمخدرات لم تكن معروفة عند نزول القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنها ظهرت في أواخر المائة السادسة وأوائل المائة السابعة بعد الهجرة.
وتصنف المخدرات حسب مصدرها إلى مخدرات طبيعية ، ومخدرات تخليقية فالطبيعية كالأفيون، والمورفين ، والحشيش ، والكوكايين ، القات ، والتخليقية كالمهبطات ، والمنشطات ، والمهلوسات.
أما وقد ثبت أن المخدرات أياً كان نوعها تؤثر في أجهزة البدن من حيث القوة والحيوية والنشاط ومن حيث المستوى الوظيفي لأعضاء الجسم وحواسه المختلفة.
كما يؤثر تعاطي المخدرات تأثير متفاوت الدرجات في الوظائف العقلية للفرد وانتهت الدراسة الحديثة إلى أن الحشيش مادة خطرة يجب تجنب تعاطيها.
وهكذا ثبت من أقوال المتخصصين والعلماء في القديم والحديث على أن تعاطي الحشيش يؤثر على صحة الإنسان تأثير ضار ومؤكداً ، ومن ثم فلا مجال للمكابرة أو الجدل الهزيل العقيم.
هذا بالإضافة إلى الأضرار الاقتصادية والاجتماعية بالنسبة للفرد والأسرة والمجتمع.
وبالنسبة لموقف الإسلام من المخدرات والمؤثرات العقلية فإنها حرام لأن المخدرات تدخل في عموم المسكرات التي تغيب العقل وتحجبه ، لأن كثيراً من العلماء والأطباء أجمع على أن تأثير المخدرات كتأثير الخمر على العقل من ناحية الإسكار ، (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) كما ورد في الحديث النبوي ، فتكون المخدرات بذلك داخلة في عموم تحريم الخمر ، وحتى لو قيل أنها مفترة وليست مسكرة ، فقد روي عن أم مسلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ، نهى عن كل مسكر ومفتر.
والواقع أن المخدرات كالخمر لأن كلاً منهما يخامر العقل ويحجبه ، وقد عرف الخمر جمهور كبير من الفقهاء ومنهم الطبرسي الذي قال: إن الخمر هي كل شراب مسكر مخالط للعقل مغط عليه.
وذكر الشوكاني أن جمهور الفقهاء يرى إطلاق لفظ الخمر على كل ما يؤثر تعاطيه على العقل.
وبناء على ذلك فأركان قياس المخدرات على الخمر متوافرة ، فالمخدرات كالخمر في الإسكار وحجب العقل والذهاب به ، وتلك علة تحريم الخمر ، فينسحب حكم الخمر وهو التحريم على المخدرات ، لاشتراكهما في علة الحكم كذلك فإن في المخدرات من المفاسد والأضرار مثل ما في الخمر ، من حيث إضاعة المال وإثارة العداوة والبغضاء بين الناس والصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة ... فمتعاطي الخمر أو المخدرات كلاهما يكون فاقد الوعي ، ويتصرف تصت طائشة تثير الشقاق والخلاف والعداوة والبغضاء وكلاهما يكون في غفلة عن الصلاة وسائر التكاليف أثناء فقد الوعي وعلاقة المسلم بربه علاقة دائمة غير منقطعة ، والله سبحانه فرض على المسلم تكاليف شرعية ، فإذا غاب عقله بالخمر أو المخدر فكيف يقوم بتلك التكاليف والعقل مناط التكليف ؟ وليست علاقة المسلم بربه قاصرة على أوقات أداء التكاليف الشرعية من صلاة وغيرها، بل إن الإسلام يتطلب من المسلم يقظة فكرة دائمة ، وإعمال عقله في كل شيء ، واستجلاء كل الظواهر المحيطة به سعياً وراء خير الأمة ... هذا الخير الذي هو مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، وغاية من غاياتها، وهدف من أهدافها.
وفي ضوء ذلك فإن علة الحكم في الخمر الإسكار تكون قد توفرت في المخدر -
هل هناك طريقة لمعرفة ما إذا كان إبننا مدمناً ؟
من أعراض الإدمان النفسية سرعة الانفعال والنرفزة وعدم النوم مع عدم القدرة على التركيز والاستيعاب والميل للإكتئاب ، أما عن الأعراض الجسمانية للإنسحاب من الإدمان فهى الهمدان بالجسم مع النشر فى المفاصل والظهر وضعف الشهية ، وفى حالة الإدمان على الهيروين فإن الأعراض الجسمانية والنفسية تكون أشد حيث يعاني المدمن من الإسهال والرشح وقد يصل الأمر للهذيان والاختلاط العقلي فى حالة الإدمان لمدد طويلة على جرعات عالية من الهيروين ، وهناك طرق أخرى للكشف عن الإدمان وذلك بإجراء التحاليل الطبية من تحليل البول للكشف عن وجود آثار العقاقير المختلفة فى الجسم .
-
كيف نحمى أبناءنا من الإدمان ؟
لكي يتخذ الأبناء قرار عدم تجربة المخدرات باقتناع فإن الآباء يستطيعون تأكيد ذلك من خلال:
1- تعليم الأبناء الحقائق والمخاطر الناجمة عن استعمال المخدرات.
2- تعليمهم المبادئ الأساسية للصحة العامة وطرق حماية أنفسهم وأهمية ذلك للحياة الصحية السليمة.
3- حسن تأديبهم وإظهار حرمة تجربة وتعاطي المخدرات وأثرها على النفس والمجتمع وتذكيرهم بكل ما جاء من آيات عن الخلق السليم والحفاظ على النفس {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} صدق الله العظيم.. فإن الامتناع عن تعاطي المخدرات يأتي كسلوك ديني عام يهدف إلى منع حدوث الانحرافات السلوكية عامة.
4- أن يكون هناك حدود لسلوك الأبناء ويجب عدم السماح بتخطي هذه الحدود، فلا يجوز مثلا للأبناء تدخين السجائر أو شرب الخمور، مما قد يؤدي بهم إلى الانهيار وإلى تعاطي الهيروين ومختلف أنواع المخدرات.
5- مساعدة الأبناء على اكتساب المهارات التي ترفع من قدراتهم المعرفية، فتساعدهم على الثقة في أنفسهم وعدم السعي إلى خلق أوهام من خلال حصولهم على الثقة في النفس نتيجة لتقليدهم الآخرين. إن ذلك يحتاج من الأسرة أن يكون لها سياسة تربوية واضحة، فالتزام الأب والأم بالحدود الدينية السليمة وعدم تخطيهم لهذه الممنوعات هو أساس لسياسة أسرية سليمة. إن ذلك يجعل التزام الأبناء ليس نابعا من سلطة الأب والأم، ولكن من الله الخالق العليم والتزام الآباء يجعل التزام الأبناء مبدأ لا مناص منه وهو أحسن دفاع يمكن إعطاؤه للأبناء لوقايتهم من ضغوط المجتمع، كما أن العقاب الذي سوف يحدث يجب أن يكون واضحا للأبناء. ويكون التنبيه إليه من خلال حديث إيجابي . -
ماهي أسباب تعاطي المخدرات؟
1.ضعف الوازع الديني، وهذا هو السبب الأهم .. لأن وجود الوازع الديني لدى الإنسان هو أكبر وأقوى الموانع في وجه تعاطي المخدرات.
2.تعاطي أحد أفراد الأسرة، فالأبناء غالباً يسعون لتقليد أحد الوالدين أو الأقارب إذا كانوا من المتعاطين.
3.رفقاء السوء الذين يتعاطون المخدرات ويغرون غيرهم بتعاطيها.
4.سهولة الحصول على بعض أنواع المخدرات ، وانخفاض أسعارها.
5.الضغوط النفسية الناتجة عن المشاكل العائلية وعدم التوافق الأسري .
6.ازدياد حالات الطلاق وما يتبعه من تفكك للأسرة وتشتيت لأبنائها.
7.الفشل في الدارسة أو العمل .
8.التعرض للإيذاء الشديد وخاصة الاعتداء الجنسي .
9.الفراغ وعدم ممارسة الهوايات المفيدة .
10.التربية الأسرية السيئة .
11.البطالة والصعوبات المالية .
12.رواج بغض المفاهيم الخاطئة عن بعض المخدرات واعتبار بعض المخدرات على أنها مواد غير مخدرة أو غير ضارة خلافاً للواقع.
13.حب الاستطلاع، حيث يقبل بعض الشباب على تعاطي المخدرات لأول مرة لمجرد التعرف والفضول، ثم تتبعها المرات الثانية والثالثة حتى يقع في الإدمان.
14.الاضطرابات النفسية والعاطفية .
15.سوء استخدام العقاقير الطبية، فهناك بعض المرضى الذين تعطى لهم بعض الأدوية المسكنة للألم أو المهدئة فيتناولون منها أكثر مما هو مقرر لهم ومن ثم يقعون في الإدمان عليها.